عن الفنان التشكيلي د. مصطفي عبد المعطي

هل تخشي الظلام يا صديقي ؟ .. إذن لابد و أنك

لا تحب هيتشكوك ؟ ... لكنك ستحب مصطفي

عبد المعطي ... ثق من هذا ... يمكنك أن تضع

يدك في يدي إذا أردت و إن كنت لست بحاجة

إلي هذا , لقد أعاد الفنان منارة الأسكندرية إلي

الحياة كما تري في اللوحة الأولي

ليأتي علي ضوئها ما يفعله الراوي الشعبي و لكن بالفرشاة

و ليس بأداة أخري .. إنها إحدي حصص التاريخ إذن

إنها المرة الأولي التي أراه فيها يطفئ الأنوار .. ربما

كانت أعراض الثورة .. نعم لابد و أنها كذلك

فلوحاته هذه تحتجز الأعوام الثلاثة الأخيرة .. ما قبل

و أثناء و بعد الثورة

علي كل يا صديقي فإن كل شئ واضح تحت هذا

الضوء الخافت و هذا إعجاز في حد ذاته

ما رأيك أن نجلس علي ساقية المنارة

و نتـتـبع الإسقاطات .. ماذا تقول !!!؟

أصداء المدفعية !!!؟ ..نعم .. إنها قادمة من ناحية

طريق الكباش .. إنتظر حتى يعلوها الضوء .. لم تكن

هناك مدفعية في ذلك التاريخ و لكنه فنان كما تري

إنه يعتز بتاريخه العسكري .. كان يجب أن يكون قائداً

عسكرياً هكذا ... و لكن دعك من هذا الآن .. انظر

إلي حافة العالم هناك .. إنها سفينة في الأفق السابع

و الأربعين ... إنها ذات شراع غريب!!! .. أظنه

ثوب الوطن يحمل أطيافه الحضارية الثرية ..الفرعونية

و الرومانية و اليونانية و الإسلامية .. انتظر

أعتقد أنه نفس الأمر هنا و إن كان علي هيئة جدارية

فنية كبيرة ..هل تظنه يتحدث هنا عن بوتقة تجمع هذه

الحضارات جميعاً .. هذا ما أستريح إليه و يمكنك أن تستريح

لما تشاء ... و لكن يجب أن تشاركني الرأي في أنه علي حق

في هذه اللوحة حين يؤكد قدرتنا علي إعادة كتابة العنوان

من جديد ... عنوانٌ يجمع أطياف الأمة كما تري من هذا
الإسقاط الرائع ... أي الجانبين تظنه المسجد و الآخر
هو الكنيسة ؟ ... أو لا يهم ... نحن بالفعل لم نكن نبحث
خلف هذا من قبل .. هذا الرجل فيلسوف حقيقي يا صديقي

ها هو يقول في الأفق الرابع و الثلاثين أنه من ليس

له ماض ليس له مستقبل .. لقد أثبت الأمريكيون عكس

هذا ، و لكن دعنا من الإستثناءات .. رغم أن قمرهم

الصناعي مثبت هنا في أفق القلاع و الحدود .. إنها

القلعة .. أو ربما نراها أفضل من هذه الزاوية

..ماذا تقول !!؟

مسجد أحمد بن طولون !؟ .. ربما يا صديقي ربما

ليتني كنت من رواد المساجد و ليت أبي تركني ألتحق

بمعهد المساحة و إذاً لأتيتك بتقرير جيد عن هذه الأبعاد

السماوية المحيطة بالثقب الأسود هناك .. إن القرءان

يدعوه البرج في سورة البروج ... و بمناسبة الأبراج

يا صديقي ، فقد شهدت قاعة الفن هذه عرضاً لأبراج

مهندس مصري عبقري .. كان طريفاً كونها أبراجاً

شعبية في حي ٍ راق ٍ مثل حي الزمالك هذا و كذا مهارتها

التي تتفق مع إسم هذا الشارع ، شارع البرازيل

لنعد إلي فناننا العبقري الذي يتذكر

ماضيه الفلكي المجيد علي ما يبدو ... ليس في علم الفلك

فقط .. إنما شريط متواصل من الذكريات العلمية المجيدة

هنا .... و هنا .. و هنا ... هذه بوصلة ؟ أليس كذلك ؟

لابد أنه يعني أسبقية تحديد الإتجاهات الاصلية و الفرعية

و هو هنا أظنه يتحدث عن التقويم الشمسي و

و القمري الإسلامي .. و ها هي علوم الهندسة هنا .. و لكن

إسمع ... أنا لا أحب التماثيل .. و أنت لا تحب الهندسة

الفراغية ..أليس كذلك ؟

. إذن دعنا من لوحة الملك خوفو هذه رغم

أنها تتحدث عن عظمة مصر البنائين و تعال

نسترح الآن قليلاً عند شمس الأصيل هذه علي ضفاف النيل

إن الفنان يعشق أم كلثوم كما تري .. إنه يعدها من أعلام الوطن

إنه بحري المولد و ربما كان يعني البحر كذلك بهذا الموج

إن عملية الترميز عند هذا الفنان شديدة التعقيد في الحقيقة

و لكن يمكننا أن نستقر علي أن المثلث يعني الثوابت و

الحلزونيات تعني المتحرك و هذا الشريط يظهر و يختفي

أحياناً حين يريد الفنان أن يحكي شيئاً .. فيما يشبه ذراع

القوة الميكانيكي الذي يصل بين الثابت و المتحرك ليرفع

الأمر إلي مستوي الحدث ... و قد كان حادثاً جللاً بالفعل

خروج الإنسان من الجنة كما يذكره الفنان هنا ... أنظر

لقد قام بالتوقيع مرتين في هذه اللوحة

ماذا يعني في رأيك !!!؟

لا أعتقد أنه يحمل بداخله شيئاً سيئاً تجاه المرأة .. الفنان

لا يعرف كيف يكره ... و هاك البرهان هنا في اللوحة

الثامنة .. إنه يذكرفي هذه اللوحة كيف كان المصريون

القدماء يكرمون المرأة..ألا تري هذه المرآة الكبيرة فوق

هرم منكاورع .. ولكن انتظر يا صديقي .. ألا تلحظ شيئاً

في لوحة المرأة و لوحة ( قوة الشعب ) هذه !!!؟

نعم نعم .. أحسنت .. من فضلك دع لي صياغة التعبير

إنه تمازج ٌ غريب بين الكلاسيكية و التجريدية يجعل من

هذا الأسلوب الفني طريقاً متفرداً حقاً في الفنون التشكيلية

أنظر كيف جعل خطوطه تشبه المرأة و كذلك تشبه الحوت

في لوحة قوة الشعب .. إنني أظنه في الأخيرة يتنبأ بالثورة

إنها من إنتاج عام 2010 .. إن حدس الفنان لا يخطئ أبداً

لقد عدد أسباب الثورة في معرضه هذا علي ما يبدو .. فهو هنا

يتحدث عن إستبداد السلطة و قد جعل الشعب علي هيئة قاعدة

كما تري و هنا أراه و قد توجه إلي عصر الرجال الثوريين

عبد الناصر و السادات ... إنه ذراع القوة مرة أخري

إنه يخشي من شئ ما يا صديقي ... إنها لوحة القلق التي

تراها هنا ... ربما كان يخشي أخطارا خارجية ... لابد و أنه

يتسلح بأشياء أخري أمام هذه الأخطار .. لقد شعرت بهذا عند

دخولي إلي قاعة المعرض حين وجدت علي يساري

لوحة القبلتين هذه ... إنه المسجد الحرام إلي الأدنى و المسجد

الأقصي إلي الأعلي و أظن ما بين الإثنين هو البراق و يمكنك

أن تستريح لما تشاء كما أخبرتك من قبل

أحسنت يا صاحبي ... لقد سبقتني إلي هذه .. إنه المسجد النبوي

الشريف بالفعل

فقد كنت مشغولاً برحلة الإسراء و المعراج هناك .. إنها تضئ

ذاتياً كما تري ... أوووه .. يا له من شئ رائع ٍ حقاً .. إنه حفيد

موستا بالفعل ... لم تسمع عن موستا ؟ سأروي لك عنه يا صديقي

كان ذلك حين سأل أولُ وزير للبلاد أولَ ملك للبلاد

لماذا أراك مهموماً أيها الملك العظيم نارمر !!!؟_

لقد حققت إنجازات عظيمة و أخشي أن ينساني الناس _

بمرور الوقت

سنأمر الناس أن يقوم كل جيل بإبلاغ الجيل الذي وراءه_

و بهذا لن ينساك الناس أبداً

ها ها ها .. هذا لا يتفق و طباع الناس أيها الوزير _
ليت كانت هناك طريقة
هناك رجل يدعي موستا يفعل أشياءً غريبة _
إنه يقوم بالحفر علي الأحجار .. و قد سألته يوماً
عن إحدي هذه الحفائر ماذا تعني فقال إنه جلالة الملك نارمر
و لكنى خشيت أن أخبرك بهذا
لماذا !!!؟ .. هل كان شيئاً بشعاً ؟_
لا لا .. بل كان غريباً فقط _
إئتني بهذا الرجل علي وجه السرعة و معه أحجاره تلك_
أريد أن أري بنفسي

و هكذا يا صديقي كانت بداية عصر التدوين ليعلن بزوغ
فجر الحضارة الإنسانية بقيادة الفنان المصري القديم
موستا موع تي
لقد استمتعت بصحبتك يا صديقي ... وداعاً
...........................................................................

===================